أودعه بدمعات العيون .. وانين مكتوم .. وحنين محزون .. وأهات مكلوم ..
رغم مرور الأيام .. والشهور .. وأقلني قطار غيرهم .. فهم مازالوا معي لم يفارقوني ..
رغم ساعات الوداع القاسية .. كان يلزمني ان أودعهم ..
رغم الذكريات السامية .. كان قدري ان أفارقهم ..
سكنوا فى داخل العيون من العيون .. حتى ودعني ستر الجفون .. والذكريات تحرق أعيني .. والجسد أشفق من توجعي ..
كم توسلت الي الله ان يكونوا معي .. او أكون معهم .. ولكن .. ؟؟ " لو اطلعت على الغيب لاخترت الواقع " ..
تفاجئت برحيلهم .. وتركوني في صمت وانا بين ناري الأمل .. ومرارة الانتظار .
ومضت الأيام ..وحاولت مع الأحلام .. أعصرها وتعصرني .. واستجديها لعلها تكون حقيقة ..
وتطير زواجلي بهمسات السلام.. وبصرخات الكلام .. بحروف التولع .. بآهات التوجع .. ولكن ................ لا مجيب .
رحلوا من بعد ان سكنوا أضلعي .. وزاد من الألم تجرعي ..
ووقفت والأيام تمضى .. وأنا لا امضي .
وطال الانتظار .. ومشاعري مسفوكة .. وأحلامي مكسورة .. والكل يقرأ فى عيني صرخات الأنين ..
كان لزاما عليّ أن امضي .. حتى لا تمضى السنين ..
وأن اسلك طريقا إلي حين ... أو حتى يأتيني اليقين ..
هذا وداع للراحل الذي لم يرحل ..
وهذا وداع " من " راحل لم يرحل ..
وهذه سـُــنــَّـــــة الحياة ..