لو سألوني و أحرجوني و كبسوا على نفسي على طريقة مفيد فوزي و قالوا لي ما هي توقعاتك و تحليلك لمدى قدرة الزمالك على المنافسة في بطولة الدوري هذا الموسم لقلت بلا تردد : هذا هو أسهل موسم للزمالك على الإطلاق !
فبعيداً عن حسابات افريقيا التي ودعناها رسمياً و إلى اللقاء في 2010 لأسباب يطول شرحها ليست هي موضوع هذا المقال .. تعتبر بطولة الدوري سهلة نظرياً للزمالك هذا الموسم تحديداً برغم الاخفاقات الأفريقية الكبيرة و المخجلة و ذلك لعدة أسباب :
1- المنافس الوحيد على بطولة الدوري في السنوات الأخيرة بعد تراجع مستوى الإسماعيلي هو الأهلي و يعاني من انخفاض و تذبذب المستوى منذ العام الماضي على مستوى بطولة الدوري تحديداً و التي تحتاج للنفس الطويل بسبب ارتفاع معدل أعمار لاعبيه .. و مباراة الأهلي و المصري بالذات كشفت مدى تراجع مستوى الأهلي في الضغط و الالتحام مما أفقده السيطرة على خط الوسط و هي الميزة التي كانت عنصر التفوق لدى الأهلي في السنوات السابقة.
2- فريق الزمالك هذا العام برغم حاجته لمزيد من التدعيم في بعض المراكز مختلف تماماً عن السنوات السابقة .. و أصبح مليء بالنجوم مثل هاني سعيد و أيمن عبد العزيز و عمرو الصفتي و محمود فتح الله و وسام العابدي و شيكابالا و أجوجو و جمال حمزة .. و لو أحسنا استغلالهم جيداً فسوف يكون للفريق شكل آخر بعيداً عن المستوى المتذبذب و المتواضع الذي قدمناه في المباريات السابقة.
و بالتالي نجد انفسنا في موقف حرج للغاية .. فالتفريط في بطولة سهلة بعد غياب سنوات طويلة عنها هو أمر لن تتحمله الجماهير اطلاقاً و خصوصاً مع ضياع البطولة الافريقية المفضلة لدى الزمالك.. جماهير الزمالك التي صبرت و صبرت و صبرت و لم يعد هناك مجال لمزيد من الصبر بل للحصاد.
لم نعد مستعدين لفتح مزيد من الصفحات لأن أوراقنا نفذت !
لم نعد مستعدين لسماع المزيد من التبريرات لأن مبرراتكم نفذت !
لم نعد مستعدين لأي شيء إلا للإحتفال ببطولة الدوري هذا الموسم بعد غياب طويل .. بطولة تعيد الهيبة المفقودة لفريق عملاق لا ينقصه شيء إلا انتصارات منطقية في ظل تفوقنا نظرياً – أي على الورق و بالحسابات و ليس في الملعب ! - و في ظل تراجع الآخرين !
كل هذه المعطيات تجعل صفقات يناير للزمالك بمثابة حياة أو موت ! لأن تدعيم صفوف الفريق و سد مراكز النقص قبل المرحلة الحاسمة من عمر أسهل دوري في تاريخ الزمالك هو أمر لا يمكن التهاون فيه على الإطلاق ..
فمن غير المنطقي أن تكون الفرصة أمامنا سانحة للفوز و العودة إلى منصات التتويج فريقاً قوياً و مهاباً كما كنا ثم نضيع هذه الفرصة على أنفسنا بأيدينا .. و من غير المنطقي أن نستهتر ببطولة متاحة أمامنا بعد سنوات طويلة من البحث عنها تحملنا فيها الكثير.
و أقولها واضحة و صريحة للجميع : هذه المرة لن نقبل أي شيء إلا أن نفوز !!
و لعل هذه الأسباب كلها ليست السبب الوحيد الذي يعطي أهمية كبير لصفقات يناير .. حيث أن السبب الأكبر و الأكثر خطورة أن مدة ولاية مجلس الإدارة تنتهي بنهاية هذا الموسم و لن يكون هناك وقت على الإطلاق للتعاقد مع صفقات جديدة في فترة الصيف .. و هذا يعني أن صفقات يناير لن تكون صفقات هذا الموسم فقط و لكنها صفقات هذا الموسم و الموسم القادم كذلك !
و عدم النجاح في تدعيم صفوف الفريق جيداً في يناير معناه مزيد من التذبذب لسنوات لا يعلم عددها إلا الله .. و بالتالي فالمسالة لم تعد اختيارية أو قابلة للتعويض .. فكما قلت من قبل لقد أصبحت صفقات يناير بالنسبة للزمالك مسألة حياة أو موت !!