للدماغ
قدرة على المرونة والتأقلم مع عوارض وأمراض التدخين
كشف باحثون أن الأمراض الرئوية التي تظهر بسبب التدخين يمكن أن تؤدي إلى تغييرات ملموسة في طريقة عمل الدماغ.
ويشيرون إلى أن نقص الاوكسجين هو الذي يؤدي إلى هذه التغييرات المهمة في عمل الدماغ.
لكن الدماغ له القدرة على معاودة العمل بالطريقة السابقة بعد عودة الاوكسجين إلى معدلاته الطبيعية، حسب البحث الجديد.
هذا البحث يذكرنا بأن اضرار التدخين لا تقتصر فقط على الجهاز التنفسي، بل تتسبب في تقليص تدفق الاوكسجين إلى الجسم، الأمر الذي يترك اثرا سلبيا على فعاليات الدماغ
الدكتور سيمون تيلور روبنسون
ومن المعروف على نطاق واسع أنه من ضمن الامراض التي يسببها التدخين مرض انتفاخ الرئة، ومرض آخر شائع يؤدي بعد فترة طويلة من التدخين إلى إعاقة تدفق الهواء من الرئتين واليها.
والمرض الأخير هو الذي يجعل من المدخنين ضيقي النفس، ويقلص من قدرة الجهاز التنفسي على التخلص من ثاني اوكسيد الكربون من مجرى الدم، مقابل خ كميات جديدة من الاوكسجين إليه.
واكتشف أطباء من مستشفى هامرسميث في لندن وجامعة امبريال كولج البريطانية أن هذا الخلل في التوازن في العمل الطبيعي للجهاز التنفسي يمكن ان يؤدي إلى تغييرات في الدماغ في المراحل اللاحقة من أمراض الرئة.
واستخدم فريق البحث تقنية تستفيد من عملية المغنطة، تعرف اختصارا باسم "ام ار اس"، لفحص أداء الدماغ في حالات ستة من المرضى الذي يعانون من مرض رئوي خطير.
وقد توقع الباحثون العثور على كميات أكبر من حامض اللكتيك ضمن بيئة أكثر حمضية في الدماغ، كما هو الحال في الاعضاء الاخرى التي تتعرض للحرمان من الاوكسجين أو نقصه.
لكنهم لاحظوا بدل ذلك وجود معدلات من المواد القلوية في الخلايا الدماغية، ما يعني أن الدماغ عوض، مع مرور الوقت، عن النقص بالتحول في طرق عمله، ومواجهة التغييرات الكيماوية الناتجة من نقص الاوكسجين.
وعندما اعطى الباحثون الاوكسجين لنفس المرضى ولمدة نصف ساعة لاحظوا تلاشي تلك التغيرات في الميزان الكيماوي المختل، وعودته إلى سابق عهده.
وبهذا استنتجوا أن الدماغ له القدرة على اعادة ترتيب بيئته الكيماوية على نحو يضمن استمراره في القيام بمهامه المتنوعة حتى في الظروف غير الملائمة.
كما يبدو أن هذه التغييرات متذبذبة ظهورا واختفاء، ولا تترك اضرارا او اعطابا دائمة على الدماغ.
ويقول الباحث الدكتور سيمون تيلور روبنسون إن هذا البحث يذكرنا بأن اضرار التدخين لا تقتصر فقط على الجهاز التنفسي، بل تتسبب في تقليص تدفق الاوكسجين إلى الجسم، الأمر الذي يترك اثرا سلبيا على فعاليات الدماغ.