الإمــارات تحلم بالفوز علي الســـعودية

يسعي المنتخب الإماراتي لكرة القدم الي تجاوز بدايته المخيبة للامال عندما يستضيف نظيره السعودي اليوم علي ستاد محمد بن زايد في ابوظبي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن التصفيات الاسيوية المؤهلة الي مونديال‏2010‏ في جنوب افريقيا‏
وتعرضت الإمارات لخسارة مفاجئة علي ارضها امام كوريا الشمالية‏1-2‏ في الجولة الاولي‏,‏ وضعتها امام خيارات ضيقة ليس اقلها ضرورة تحقيق الفوز علي السعودية في حال ارادت العودة بسرعة الي المنافسة علي احدي بطاقتي المجموعة الي النهائيات مباشرة‏.‏ وقبل انطلاق منافسات الدور الرابع الحاسم من التصفيات‏,‏ كانت الطموحات الإماراتية كبيرة بتحقيق نتيجتين ايجابيتين في الجولتين الاولي والثانية في ابوظبي‏,‏ لكن الخسارة امام كوريا الشمالية خففت كثيرا من الامال المعقودة علي‏'‏ الابيض‏'‏ الذي فشل في تقديم مستوي مميزا في اختباره الاول‏.‏ وتعرض الفرنسي برونو ميتسو مدرب الإمارات الي انتقادات واسعة من الصحافة المحلية لفشله في التعامل مع معطيات المباراة الاولي واعتماده خطة عقيمة عجزت عن فك اسرار الدفاع الكوري الشمالي المتماسك واوجدت تباعدا بين الخطوط اثمر هدفين كوريين من كرتين مرتدتين‏

كما طالت الانتقادات ميتسو لعدم اشراكه بعض اللاعبين وخصوصا مهاجم الاهلي فيصل خليل هداف الدوري في الموسم الماضي‏,‏ لا سيما ان المنتخب الإماراتي يعاني من عقم واضح في خطه الامامي‏.‏ ورغم الانتقادات‏,‏ فإن الجميع توافقوا علي ان الفوز علي السعودية سيفتح صفحة جديدة‏,‏ استنادا الي تجربة دورة كأس الخليج الثامنة عشرة التي استضافتها ابوظبي اوائل عام‏2007,‏ عندما خسرت الإمارات مباراتها الاولي امام عمان قبل ان تعود وتحرز اللقب للمرة الاولي في تاريخها بفوزها علي الاخيرة في النهائي‏1-‏ صفر‏.‏ وتأمل الإمارات ان تعيد اليوم ذكريات سيناريو‏'‏ خليجي‏18'‏ عندما هزمت السعودية نفسها‏1-‏ صفر في نصف النهائي‏,‏ مع الاعتراف بان تجاوز‏'‏ الاخضر‏'‏ لن يكون سهلا استنادا الي المستوي الجيد الذي قدمته في مباراته امام ايران‏

ومن المتوقع ان يلجأ ميتسو الي تغييرات في التشكيلة التي ستخوض مباراة السعودية لاسباب تكتيكية او للاصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين‏,‏ حيث سيعود ماجد ناصر لحراسة المرمي بعدما غاب عن لقاء كوريا الشمالية للايقاف‏,‏ كما قد تكون الفرصة سانحة لمشاركة فيصل خليل ولاعب الجزيرة احمد دادا منذ البداية‏.‏ ويحوم الشك حول مشاركة لاعبي الوسط عبد الرحيم جمعة وسبيت خاطر وهلال سعيد بسبب الاصابات المتفاوتة‏,‏ علي ان تتحدد مشاركتهم من عدمها صباح يوم المباراة حسب ما أكد رئيس الجهاز الطبي للمنتخب الإماراتي جلال غالي‏.‏ ولجأ المدرب ميتسو الي رفع معنويات لاعبيه في التدريبات الاخيرة‏,‏ معتبرا ان‏'‏ الفرصة ما زالت قائمة والقدرة علي تعديل الوضع ممكنة‏,‏ وان خسارة مباراة واحدة لا تعني ابدا نهاية المطاف‏'

وأشار ميتسو الي ان‏'‏ منتخب الإمارات لم يكن سيئا امام كوريا الشمالية كما يظن البعض‏,‏ وكان من الممكن ان يخرج فائزا لو استغل سيطرته المطلقة في الشوط الأول لكن صادفه سوء الحظ واهدر فرصتين مؤكدتين كانتا ستقلبان النتيجة‏'.‏ وتابع‏'‏ هدفنا الفوز علي السعودية ونعرف اننا لا نملك حلولا سوي الحصول علي النقاط الثلاث‏,‏ لكن الأمور لن تكون سهلة حيث ان المباراة هي مواجهة دربي خليجي وتتحكم فيها أشياء نفسية الي جانب الفنية‏'.‏ وأعترف ميتسو بان‏'‏ تعادل السعودية مع ايران جاء لصالح الإمارات وأعطي اللاعبين معنويات عالية أخرجتهم من أجواء الخسارة الاولي‏,‏ لأن خروج منافسين لنا في المجموعة بنقطة واحدة كان أفضل من فوز احدهما‏,‏ وهو ما أكد ان الأمور ما زالت في الملعب‏'

ورفض ميتس و الرد علي الانتقادات التي طالته لعدم اشراكه بعض اللاعبين أمام كوريا الشمالية معتبرا انه‏'‏ لا يوجد مدرب في العالم يختار تشكيلته وهو يشك انها لن تحقق له الفوز‏,‏ فهو يسعي دائما الي الدفع بافضل اللاعبين الذين يستطيعون القيام بالواجبات الفنية التي تتناسب مع طبيعة المباراة‏'.‏ بدوره يسعي المنتخب السعودي الي تحقيق فوزه الاول بعدما تعثر في مباراته الاولي بالتعادل مع ايران‏1-1‏ في الرياض‏.‏ وقدمت السعودية مستوي جيدا بقيادة مدربها الوطني ناصر الجوهر‏,‏ وكانت في طريقها للفوز عندما تقدمت بهدف سعد الحارثي في الدقية‏28,‏ قبل ان تعادل ايران النتيجة عبر جواد نيكونام في الدقيقة‏83,‏ مع العلم ان الحكم الاسترالي مارك شيلد حرمها من ركلة جزاء صحيحة بعد عرقلة واضحة تعرض لها المهاجم الواعد فيصل السلطان داخل المنطقة الايرانية‏.‏

ويعمد الجوهر الي اجراء تغييرات علي التشكيلة التي شاركت امام ايران‏,‏ وخصوصا في ظل غياب المدافع رضا تكر للايقاف والتوقعات بالدفع بياسر القحطاني منذ البداية بعدما لعب بديلا لفيصل السلطان في الشوط الثاني في المباراة الاولي‏.‏ ويملك الجوهر حلولا هجومية عدة بوجود مالك معاذ العائد الي التشكيلة بعدما ابعدته الاصابة عن المباراة الاولي‏,‏ وسعد الحارثي صاحب الهدف والذي شكل مع السلطان ثنائيا مميزا وان كان عاب الاخير كثرة اهدار الفرص السهلة‏.‏ واكد حسين عبد الغني قائد المنتخب السعودي ان‏'‏ الاخضر جاء الي ابوظبي من اجل الفوز رغم ان الخسارة المفاجئة للإمارات امام كوريا الشمالية ستجعلها تقاتل من اجل الفوز ايضا‏'.‏ وتابع‏'‏ المباراة تتطلب من المنتخبين السعي للحصول علي أول ثلاث نقاط‏,‏ وستكون غاية في الصعوبة علي الطرفين بالنظر الي حساسيتها وحرص الطرفين علي تعويض تعثرهما في الجولة الاولي‏'.‏ وأعتبر عبد الغني ان‏'‏ المنتخب السعودي كان الطرف الافضل في مباراة ايران وكان يستحق الفوز لكن الحكم تغاضي عن ركلة جزاء واضحة لصالحنا كانت كفيلة بحسم نتيجة المباراة‏'.‏ يذكر ان السعودية دأبت علي المشاركة في نهائيات كأس العالم منذ مونديال الولايات المتحدة عام‏1994,‏ في حين شاركت الإمارات مرة واحدة في مونديال ايطاليا عام‏1990