تمرد بين الجمهوريين علي خطة الإنقاذ المالي الأمريكية

حالة من التوتر والقلق سادت الأسواق والرأي العام الأمريكي‏,‏ إثر الشد والجذب الدائر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول بنود خطة إنقاذ القطاع المالي في الولايات المتحدة الأمريكية‏,‏ حيث لم يتم التوصل إلي أي اتفاق حولها حتي الآن‏.‏

وتدور المفاوضات حاليا حول بند في خطة الإنقاذ يتعلق بإمكان السماح لمحاكم التفليسات بتعديل شروط القروض العقارية‏,‏ وهو ما يؤيده الديمقراطيون‏,‏ غير أنه يواجه بمعارضة عنيفة من جانب أعضاء الحزب الجمهوري ومسئولي القطاع المصرفي‏.‏

وفي تحرك من شأنه تعقيد المفاوضات‏,‏ بدأت مجموعة من الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس تحركا مستقلا عن الإدارة الأمريكية لإعداد مقترحات بديلة لخطة الإنقاذ في تمرد واضح من جانب هؤلاء الأعضاء علي الحزب والقيادة الجمهورية للبيت الأبيض‏.‏

المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين أصدر من جانبه بيانا وصف فيه خطة الإنقاذ الحكومية بأنها لا تحظي بثقة الشعب الأمريكي‏,‏ ولن تحمي دافعي الضرائب وستضحي بالمصلحة العامة‏.‏

ومن جانبهم‏,‏ اتهم الديمقراطيون المرشح الجمهوري جون ماكين بتشجيع التمرد الجمهوري ضد خطة الإنقاذ الحكومية داخل المجلس‏.‏

واعتبر الديمقراطيون قرار ماكين بتعليق حملته الانتخابية والتوجه إلي واشنطن للمشاركة في مفاوضات خطة الإنقاذ بأنه ليس أكثر من محاولة تشويش علي المفاوضات الجارية وتعطيلها لأنه لا دور حقيقي له في تلك المفاوضات‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أكد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما أنه سيتوجه إلي المسيسيبي لحضور المناظرة الأولي مع منافسه‏,‏ رافضا اقتراح ماكين بتأجيلها‏.‏

ولا يزال مصير تلك المناظرة مجهولا حتي الآن قبل‏24‏ ساعة من إجرائها‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ أغلقت الحكومة الأمريكية مؤسسة واشنطن ميوتيوال أحد أكبر البنوك الأمريكية‏,‏ فيما يمثل أكبر انهيار في التاريخ المصرفي الأمريكي‏,‏ وبيعت أصولها المصرفية لبنك الاستثمار جيه‏.‏بي‏.‏مورجان مقابل‏1.9‏ مليار دولار‏.‏

ويمثل قرار الحكومة الأمريكية أحدث خطوة تاريخية في محاولات الحكومة الأمريكية لتطهير القطاع المصرفي من مشكلات ديون الرهن العقاري المتعثرة‏.

لا بجد مشكوووووووووووور

عملوا إيه في أوروبا وأمريكا لإنقاذ بلادهم من الأزمة المالية؟

أول خطوة أنهم قالوا الحقيقة.. اعترفوا بالأزمة ولا لفوا وداروا ولا كذبوا وضللوا

الخطوة الثانية كانت أهم.. لقد جلسوا معًا، حزب الأغلبية الحاكم مع المعارضين مع الخبراء المستقلين وفكروا وتناقشوا وقالوا وتكلموا، وفي الآخر اتفقوا علي حزمة من الإجراءات وبدأت خطة الإنقاذ، طبعاً المعارضة قالت للأغلبية إنها السبب وهي التي ورطت العالم في هذه المصيبة، وهذا اتهام طبيعي ومنطقي، لكن الأغلبية لم تركب دماغها ولا أخذتها العزة بالإثم ولا تكابرت ولا تغطرست ورفضت النقد والمعارضة أو قررت منعا لوجع الدماغ وعقابا للمعارضين أن تحرمهم من المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية التي ستحدد مستقبل الأمة.. إطلاقاً، دعت أحزاب المعارضة ووضعت كل التصورات في البرلمانات المحترمة التي فيها أغلبية عاقلة وأقلية غير قليلة ولا هفأ ولا جاية في الانتخابات بالاتفاق والتزوير المشترك وانتهوا إلي خطة الإنقاذ، سواء في بريطانيا حيث كانت أسرع وأبرع أو في أمريكا أو في بلدان أوروبا التي تسارع في إنقاذ رأسماليتها من توحشها!

عظيم.. فهمنا عملوا إيه، تعالوا بقي هنا لمصر.. وللحزب الحاكم.

مبدئياً لو حضرتك لا تشاركني الإيمان الراسخ بأن الحزب الوطني جاء للحكم عبر صناديق انتخابات مزورة ومزيفة في أصل وشها فلا تكمل هذا المقال وتتعب روحك، أما لو كنا متفقين علي أن الحزب الوطني لا يملك شرعية حقيقية في السلطة وهو حزب يحكم بنظرية الحكم لمن غلب ولمن زور ولمن ركب فيمكن أن نكمل معا المقال ونشوف آخرتها سويا.

ماذا فعل الحزب الوطني بمجرد ما قرر أن الناس عرفت قصة الأزمة المالية وأن سكوت الحزب حتي هذا الوقت فضيحة؟

لا شيء.. الحزب الوطني ممثلا في جمال مبارك ثم رجاله ومريديه ومحيطيه بدأوا في مؤتمرات صحفية يعلنون قد إيه هم حزب عظيم ورائع، وقد إيه هم شطار وبارعون وعظماء، وقد إيه هم بيفهموا وواعون ومحصلوش، ويا سلام علي جمالي وحلاوتي.. هذا كان كل ما يعني هؤلاء السادة، الإشادة بحسن صنيعتهم وبراعة سياستهم، وهو طبعا ما يدفعك لأن تضرب دماغك في الحائط فهذا أول فريق في الدنيا يتصور أنه حكم المباراة وليس لاعبًا فيها، وهو حزب غريب يمتدح سياسته بنفسه ويهلل لها ويطبل ويزمر لنفسه، وكأنه لا يعنيه رأي الآخرين ولا يهمه رأي الناس ولا ينتظر ردود فعل المواطنين، مَنْ هؤلاء كي يقولوا رأيهم في سياسة الحزب؟ إن المؤهل وحده للحكم علي نجاح سياسة الحزب الوطني هو الحزب الوطني ذاته!

ثم ماذا فعل أيضا؟

ولا حاجة، أصدرت قيادات الحزب قرارات وتصريحات كان كل ما يهمهم فيها، أنهم لن يتراجعوا ولن يستسلموا أبداً مثل الخائبين في أمريكا وأوروبا وأنهم سيواصلون سياسة دمج الاقتصاد المصري بالاقتصاد العالمي ومسيرة الإصلاح الرأسمالي مستمرة رغم أنف الكارهين والناقدين!!

لكن هل اجتمع الحزب الوطني بأي حزب؟.. أبداً، هل جلس الحزب الوطني مع خبراء من تيارات شتي ومدارس سياسية واقتصادية مختلفة؟.. لا، هل شهدنا اجتماعات بين الوطني الحاكم وبقية الأحزاب المحكومة (لا أقول أحزاب المعارضة)؟.. إطلاقا، هل استدعي الرئيس خبراء ومفكرين وأساتذة من اليمين واليسار والتيار الديني والمستقلين كي يسمع رأيهم وتفسيرهم وشرحهم وخططهم؟.. لم يحدث أي شيء من هذا!

أوروبا آه تقعد وتسمع بعضها لأن الأحزاب الحاكمة في أوروبا أحزاب تافهة ليست في قوة وعبقرية ونباهة الحزب الوطني المستكفي بنفسه، أمريكا آه يقعد الحزب الجمهوري مع الديمقراطي يفكران سوياً لإنقاذ بلدهما لأنه بلدهما، أما الحزب الوطني فهو بلده وحده ومن ثم يفكر وحده ويشتغل وحده!

كان ممكناً جداً أن يدعو الحزب الوطني الأحزاب الأخري للتشاور والتفاوض والاتفاق علي القرارات والخطط ويجلس معهم ولا يعير اهتماما لأي كلمة من كلامهم ويرميها من الشباك كالعادة، بل يسخر من أفكارهم علي اعتبار أنه يملك مفكراً استراتيجياً في حجم أحمد عز الدخيلة.. و مع ذلك، الحزب الوطني لم يقم بدعوة أحد ولا الحوار مع أحد ولو علي سبيل الديكور والتمثيلية والمسرحية.. فلم يحدث أبداً أن دعا صاحب العزبة الأنفار من الغيط كي يناقشهم في مستقبل العزبة فهي عزبته.. وتروح فين يا نفر منك له قصاد «العزب» الوطني بحاله!

ماذا فعلت الحكومه المصريه والحزاب الوطنى الحاكم من اجل الخروج من الازمه الاقتصاديه